أقف في الشرفة كل يوم ساعة الغروب ....و أنظر للأفق فأتذكر أيام الطفولة و ريعان الشباب ... ثم أنظر لحالي و قد صرت عجوزا ... كل شئ في بيتي صار عجوزا ... ثم دخلت حجرتي و رقدت على سريري .. أنظر لجدران حجرتي المتصدعة و قد تشققت ... و هذه الصورة المعلقة التي رسمتها منذ أن كنت في الثانية عشرة من عمري و التي تصور رجلا غاضبا ... لا أذكر الآن لماذا جعلته غاضبا؟!! ربما لأنني كنت أعلم أنني سأصير عجوزا في يوم من الأيام و سأستمتع بالنظر إليها .
أو ربما كنت غضبانا في هذا اليوم ....... و هذه الساعة التي أهداها لي أبي عند زواجي..... و دقها المتواصل الكئيب على نغمة واحدة "تيك توك" إلى هذا الحد صارت أيامي رتيبة؟!! و صرت أعلم ماذا سأفعل؟.... لأني أفعل ما أفعله كل يوم !! لا جديد .....لا تغيير...... لارعاية...... ياللرتابة!! ياللكآبة!!.... هنا أسمع صوت زوجتي العجوز تناديني كي أنام ....عندها أنام لأستقبل يوم جديد .... ليس به جديد ....!! وغروب جديد.... ليس به تجديد